من تقديم: محمد سعدي.
يوم 9 ديسمبر 1960 جاء شارل ديغول للجزائر من أجل الإعلان عن مشروعه الذي يدعوا فيه الجزائريين والفرنسيين للتعايش فيما بينهم في ظلّ ما سماه بـ “الجزائر الجزائرية”، لكنّه فوجئ بما لم يكن في الحسبان، جماهيرغفيرة ثائرة في الشوارع ترفض مشروعه معلنةً أنّ الجزائر مسلمة مستقلّة وهي حقّ للجزائريين فقط ولا حق للمستوطن الغاصب فيها.
مظاهرات 11 ديسمبر، كانت بمثابة “استفتاء شعبيّ” على الاستقلال، مكّنت من إيصال القضية الجزائرية إلى كل ربوع العالم، حيث تمكن الجزائريون من إسماع صوتهم للصحافة الدولية، وبهذا انكشفت وحشية الاستعمار وجرائمه للمجتمع الدولي، واتسعت دائرة التضامن مع الشعب الجزائري عبر العالم، خاصة في العالم العربي، وحتى في فرنسا نفسها. مظاهرات 11 ديسمبر، أوصّلت صوت الجزائريين للأمم المتحدة ولسان حالهم يقول ” نحن جزائريين ولسنا فرنسيين”
مظاهرات 11 ديسمبر، أبرزت وحدة الشعب بمختلف أطيافه، ومن يومها أدرك الفرنسيون أنّ الشعب الجزائري ملتف حول قضيّته، متمسّكٌ بدينه وأرضه، ويقبل توجيه وقيادة جبهة التحرير الوطني التي فجّرت ثورة التّحرير الكُبرى.