من هو مفدي زكرياء؟
مؤلّف النّشيد الوطني الجزائري قسما وأحد مؤلفي إلياذة الجزائر، “الشيخ زكرياء بن سليمان”، المعروف بلقب “مفدي” الذي أطلقه عليه صديقه سليمان بوجناح.
ولد مفدي زكرياء في 12 جوان 1908م، بأحد القصور السبع لوادي ميزاب “ببني يزقن” ولاية غرداية جنوب الجزائر، نشأ في أسرة محافظة تنتمي للمذهب “الإباضي”، فقد أمه في عمر 8 سنوات حيث تلقّى القرآن ومبادئ اللغة العربيّة ببلدته، ثم انتقل إلى تونس لمواصلة تعليمه باللغتين العربية والفرنسية وتعلّم بالمدرسة الخلدونية، ومدرسة العطارين ثم في جامعة الزيتونة ونال شهادتها.
عرف بنشاطه الثقافي والسياسي فقد ألّف عدّة قصائد “عيد الأضحى”، “إلى الرّيفين”، “بردة الوطنية الجزائرية”، ونشرت في مختلف الصحف والمجلات: جريدة الشّهاب الجزائرية جريدة لسان الشّعب، الصّواب، الشّباب التونسية، جريدة الأخبار واللّواء المصرية، شارك مفدي زكرياء في السّاحة السياسية وأصبح عضوا نشطا في جمعية طلبة مسلمي شمال إفريقيا المناهضة لسياسة الإدماج، إلى جانب ميوله إلى حركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء، انخرط مفدي زكرياء في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري وكتب نشيد الحزب الرسمي “فداء الجزائر”.
اعتقل من طرف السلطات الفرنسية عدة مرات في أوت 1937 رفقة مصالي الحاج وأطلق سراحه سنة 1939م ليؤسس برفقة باقي المناضلين جريدة الشعب، ليعتقل مرة أخرى في فيفري 1940م ثم في 8 ماي 1945م (3 سنوات) وبعد خروجه من السجن انخرط في صفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، وانضم إلى الثورة التحريرية في 1954م، لكن اعتقل مجدّدا في أفريل 1956م وسجن بسجن بربروس “سركاجي حاليا” أين نظم عدة أناشيد “قسما”، “نشيد الشهيد”، “نحن طلاب الجزائر”.
بعد خروجه من السجن فرّ إلى المغرب ثم إلى تونس ليصبح “سفير القضية الجزائرية” أين ساهم في تحرير جريدة المجاهد إلى غاية الاستقلال.
توفى زكرياء بن سليمان رحمه الله بتونس يوم 17 أوت 1997م، ونُقل إلى الجزائر ليدفن ببلدتة ببني يزقن.